Friday, May 9, 2025 12:00 AM

Card Image

يمثل تطور اللغة والنطق لدى الأطفال معلمًا هامًا في رحلة نموهم، ويفرح الآباء والأمهات لسماع كلماتهم الأولى ورؤية قدرتهم المتزايدة على التواصل. ولكن، قد يثير تباطؤ هذا التطور أو تأخره قلق الوالدين وتساؤلات حول المسار الطبيعي لنمو أطفالهم. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: 

متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟

إن الإجابة على سؤال متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟ ليست محددة بإطار زمني صارم، ولكن هناك مجموعة من المؤشرات والمعالم النمائية التي إذا تأخر ظهورها أو لم تتحقق في الوقت المتوقع، فإنها تستدعي الانتباه وربما استشارة المختصين. فالملاحظة الدقيقة لتطور الطفل اللغوي منذ مراحله الأولى تلعب دورًا حاسمًا في الكشف المبكر عن أي تأخر محتمل.

مراحل تطور اللغة الطبيعية لدى الأطفال (مؤشرات عامة):

لفهم متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟، من الضروري أن نكون على دراية بالمراحل الطبيعية لتطور اللغة لديهم. هذه المراحل هي مجرد إرشادات عامة وقد يختلف الأطفال في وتيرة تطورهم بشكل طفيف:

  • من الولادة حتى 3 أشهر: يصدر الطفل أصواتًا مختلفة للتعبير عن احتياجاته (بكاء، مناغاة). يبدأ في الاستجابة للأصوات العالية ويهدأ عند سماع صوت الأم أو الأب.
  • من 4 إلى 6 أشهر: يبدأ الطفل في إصدار أصوات تشبه المقاطع (مثل "با-با"، "ما-ما") ويستجيب عند سماع اسمه. يظهر اهتمامًا بالأصوات المختلفة.
  • من 7 إلى 12 شهرًا: يبدأ الطفل في فهم بعض الكلمات البسيطة (مثل "لا"، "باي"). قد يقول كلمته الأولى أو كلمتين بسيطتين (مثل "ماما"، "بابا") بشكل غير محدد المعنى في البداية. يحاول تقليد الأصوات.
  • من 12 إلى 18 شهرًا: يزداد عدد الكلمات التي يفهمها الطفل بشكل ملحوظ. يبدأ في استخدام كلمات مفردة للتعبير عن احتياجاته وأشيائه المألوفة. يشير إلى الأشياء التي يريدها.
  • من 18 إلى 24 شهرًا: يبدأ الطفل في ربط كلمتين معًا لتكوين جمل بسيطة (مثل "أبي راح"). يزداد قاموسه اللغوي بسرعة. يفهم تعليمات بسيطة.
  • من 2 إلى 3 سنوات: يصبح الطفل قادرًا على تكوين جمل أطول وأكثر تعقيدًا. يطرح أسئلة بسيطة. يصبح كلامه أكثر وضوحًا.
  • من 3 إلى 5 سنوات: يستمر الطفل في تطوير مهاراته اللغوية بشكل كبير، يصبح قادرًا على إجراء محادثات بسيطة وفهم قصص.

متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟ المؤشرات التي تستدعي الانتباه:

يبدأ القلق عادةً عندما يلاحظ الأهل أن طفلهم لا يحقق المعالم النمائية اللغوية المتوقعة لعمره. إليك بعض المؤشرات التي قد تستدعي الانتباه المبكر والقلق المشروع:

  • في عمر 12 شهرًا:
  • عدم الاستجابة للأصوات أو اسمه.
  • عدم إصدار أي مناغاة أو أصوات تواصلية.
  • عدم محاولة تقليد الأصوات.
  • في عمر 18 شهرًا:
  • استخدام أقل من 6-10 كلمات مفردة ذات معنى.
  • عدم فهم التعليمات البسيطة.
  • عدم الإشارة إلى الأشياء التي يريدها.
  • في عمر 24 شهرًا:
  • استخدام أقل من 50 كلمة.
  • عدم ربط كلمتين معًا لتكوين جمل بسيطة.
  • صعوبة فهم كلامه من قبل الأهل المقربين.
  • في عمر 3 سنوات:
  • استخدام جمل قصيرة جدًا وغير مكتملة.
  • قاموس لغوي محدود جدًا.
  • صعوبة فهم معظم كلامه من قبل الغرباء.
  • عدم طرح أسئلة بسيطة.
  • في أي عمر:
  • تراجع مفاجئ في المهارات اللغوية التي اكتسبها الطفل.
  • وجود صعوبات واضحة في التواصل غير اللفظي (مثل التواصل البصري، الإيماءات).
  • قلق الأهل الشديد بشأن تطور لغة الطفل، حتى لو لم تظهر علامات تأخر واضحة بشكل كبير. فحدس الوالدين غالبًا ما يكون له أهمية.

ماذا تفعل عند الشعور بالقلق؟

عند ملاحظة أي من هذه المؤشرات أو الشعور بالقلق بشأن تطور لغة طفلك، فإن الخطوة الأولى هي:

  1. استشارة طبيب الأطفال: يمكن لطبيب الأطفال إجراء فحص أولي وتقييم عام لنمو الطفل، وقد يحيلك إلى متخصصين إذا لزم الأمر.
  2. طلب تقييم من أخصائي نطق ولغة: يعتبر أخصائي النطق واللغة هو الشخص المؤهل لتقييم مهارات الطفل اللغوية والتواصلية بشكل شامل وتحديد ما إذا كان هناك تأخر يستدعي التدخل.
  3. فحص السمع: من المهم التأكد من سلامة سمع الطفل، حيث أن مشاكل السمع يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا لتأخر الكلام.

إن سؤال متى يبدأ القلق من تأخر الكلام عند الأطفال؟ لا يحمل إجابة قاطعة بعمر محدد، ولكنه يرتبط بملاحظة مدى توافق تطور الطفل اللغوي مع المعالم النمائية المعروفة. يجب على الأهل أن يكونوا مراقبين يقظين لتطور أطفالهم، وإذا لاحظوا أي تأخر ملحوظ أو شعروا بالقلق، فلا يترددوا في طلب المشورة الطبية والتقييم المتخصص. التدخل المبكر هو مفتاح مساعدة الأطفال على تجاوز صعوبات النطق واللغة وتحقيق كامل إمكاناتهم التواصلية. لا تتجاهلوا مخاوفكم وثقوا بحدسكم كآباء وأمهات، فالتدخل في الوقت المناسب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مستقبل طفلكم اللغوي.